من هو توفيق الريناوي؟
توفيق الريناوي هو شاعر شعبي فلسطيني وطني، كنيته أبو الأمين وعُرفَ بـ"الحدّا الريناوي". كان يجيد قول الشعر ويرتجل الشعر في أي مكان، كما كان صاحب صوت جميل جدا.
كان توفيق الريناوي اجتماعي جدا، لديه أصدقاء ومعارف لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء البلاد،
يذهب الى مناطق عديدة في البلاد ليحيي حفلات الأعراس والمناسبات الوطنية فيها.
بالعودة الى سجلاته المتناثرة، نجد أنها تاريخ حافل بالفن والابداع. مليء بأسماء البلاد التي ذهبت مع الريح، هذه القرى كان قد زارها أبو الأمين وأحيا حفلات فيها.
اشتهر توفيق الريناوي بين الناس ليس كحادٍ يحيي الأعراس والأفراح فحسب، إنما كإنسان وطني صادق ومستقيم من الدرجة الأولى، محبًا للأرض والوطن، وكان يشتري الأراضي كلما أتيحت له الفرصة حبًا وشغفًا بها. وقد تميز شعره في الاحتفالات والمناسبات الوطنية بالدعوة الى المحبة والأخوة بين الناس، والتشبث بالأرض والالتصاق بقضايا الناس والشعب المكافح.
كتب وأنشد الريناوي الكثير من القصائد الوطنية الشعبية التي كان ينشدها في محافل الأعراس والمهرجانات الشعبية.
ساهم بالحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني وله بصمة بارزة على الزجل والشعر الفلسطيني الشعبي.
معلومات عامة عن توفيق الريناوي:
ولد توفيق الريناوي عام 1910 في قرية الرينة قضاء مدينة الناصرة زمن الحكم العثماني لعائلة فقيرة مكونة من المتحدث عنه، أخوين يدعان سليم ومحمد واخت تدعى شيخة ووالديه.
اسم والده سعيد واسم والدته زهيّة
تزوج توفيق الريناوي من امرأة تدعى مريم وأنجب ست بنات وستة أبناء.
أبنائه: امين، احمد، خالد، ياسر، مدحت، محمد، عائشة، خالدية، يسرى، ميسر، عفاف، مديحة.
ابناءه احمد وياسر تعلما الطب وعملا أكثر من 30 عام في عيادات خاصة وفي مستشفى الإنجليزي في الناصرة لخدمة اهالي الناصرة.
توفي فارس الشعر أبو الأمين الريناوي عام 1978 عن عمر يناهز ال 88 عاما من الفن والابداع وفعل الخير.
منظر قديم لقرية الرينة
طفولته:
كان توفيق الريناوي طفلاً لعائلة فلاحين وأمضى طفولته في الحقول للعمل من عائلته في مجال الزراعة.
كان يجيد قول الشعر ويرتجلهُ منذ الطفولة كما تحلّى بصوت عذب أطرب كل من سمعه، وعمل في أوقات فراغه على نظم وتأليف الشعر.
في عمر عشر سنوات ذهب ليؤذن في الجامع ليكسب بعض المال بسبب الفقر الذي كانت تعاني منه عائلته. كما كان يخيّط ملابس للرجال ويبيعها لكسب المال أيضاً.
كان توفيق الريناوي أميًّا، لم يذهب الى المدرسة لأنها لم تكن متاحة الا في المدن، لكنه تعلم القراءة والكتابة لوحده.
في السادسة عشر من عمره أصبح شابا يافعا يستطيع العمل بيديه، وقد أخذه للعمل شخص محبوبا جدا من قرية الرينة يدعى أبو حنا ليعمل في شق وتعبيد الشوارع لإعالة عائلته.
شبابه:
تحسن وضعه الاقتصادي بتعبه وجهده عندما كبر.
كان يزرع التبغ ويذهب لبيعه في الناصرة لكسب المال.
في عام 1959 قام أبو الأمين برحلة الى قبرص وتركيا استمرت مدة أسبوعين، على ظهر باخرة أبحرت من حيفا الى هناك. كانت رحلة نظمتها نقابة العمال في إسرائيل، وشارك فيها عرب ويهود من كل أنحاء البلاد.
صورة لأبو الأمين في تركيا
(أبو الأمين ثانيا من اليمين)
كانت تجمع توفيق الريناوي بأبنائه وأحفاده علاقة طيبة جدا حيث زرع في قلوبهم ونفوسهم المبادئ والقيم ذات الشأن العظيم وكان نعم الأب والجد الذي تحدى الزمن والظروف القاسية وعمل في كل أنواع المهن بإتقان وشغف حتى وصل الى ما وصل اليه.
كان يقوم بالعديد من النشاطات والفعاليات الممتعة مع أحفاده في أوقات فراغه؛ كان يأخذهم الى الطبيعة، للزراعة ولتقوية الانتماء الى الوطن فلسطين.
كما كان يأخذ أحفاده الى المدرسة في سيارته الخاصة.
تعلم قيادة السيارة وكان اول من تعلم قيادة السيارة في قرية الرينة.
كان يملك سيارة من طراز "ستروين"
اعتاد ارتداء الرداء العربي الذي يسمى "القنباز"
في عام 2007 جمع أبنه محمد الريناوي غالبية أشعاره في كتاب، تطرق من خلاله لحياته الخاصة وللمحطات المركزية في مسيرته وذلك بهدف حفظ الإرث الكبير الذي خلفه.
مقطع من أشعاره التي ألقاها في المهرجان الشعبي الكبير الذي عقد في مدينة الناصرة تحديداً في بيت الصداقة عام 1977 عقب الصلح مع مصر.
Comments